قال تعالى : "إنّا نحن نزلنا الذكر وإنّا له لحافظون" صدق الله العظيم.
بدأ نزول القرآن الكريم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في السابع عشر وقيل في الرابع والعشرين من رمضان في غار حراء، وأول ما نزل من القرآن الكريم هو الآيات الأولى من سورة العلق، حيث قال الوحي عليه السلام لخير البشرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم "إقرأ"، فقال: ما أنا بقارئ، وكرّرها مراراً حتى قال له الوحي قول الله عز وجل: " إقرأ باسم ربك الذي خلق،خلق الإنسان من علق، إقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان مالم يعلم" وكانت هذه المرة الأولى التي ينزل بها الوحي عليه السلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فارتعب خوفاً مما حصل معه وتوّجه إلى بيته وقال لزوجته السيدة خديجة بنت خويلد" دثريني، دثريني"، حيث كان يرتجف من شدة البرد والخوف مما حصل معه في الغار ومن هنا كانت بداية نزول القرآن الكريم وبداية انطلاق الدعوة الإسلامية الحنيفة.
القرآن الكريم كتاب مقدس لدى المسلمين حيث يعتبر حلقة وصل بيننا وبين الخالق عز وجّل، وكما أنّه مصدر لأحكام الحياة كافّة من الناحية الدينية والدنيوية، وكما أنّه من أرقى الكتب العربية قيمة لغوية ودينية لما يجمعه بين طيات صفحاته من بلاغة وبيان وفصاحة، بفضل الله تعالى فإن القرآن الكريم منذ لحظة نزوله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو محفوظ في الصدور والسطور، ومحفوظ من التحريف أو المس، وقد نزل هذا الكتاب العظيم وأخر الكتب السماوية على خاتم الأنبياء والمرسلين للبيان والإعجاز.
على مر العصور السابقة لعهد نزول القرآن الكريم كانت اللغة العربية مشتتة، إلى أن جاء الكتاب العزيز ووّحد اللغة العربية ومنحها سيلاً من حسن السبك، وعذوبة في السجع، ومن البلاغة والبيان ما كان قد عجز عنه بلغاء العرب جميعاً، حتى أصبحت بفضل القرآن الكريم اللغة الوحيدة المحفوظة من الاندثار، حيث إنّ العديد من اللغات السامية الأخرى قد أبيدت واندثرت مع مرور الزمن.
القرآن الكريم كتاب تنزيل حكيم يجمع بين صفحاته 114 سورة مصنّفة حسب مكان نزولها إلى مكية ومدنية، وقد استغرقت فترة نزول القرآن الكريم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مدة 23 سنة تقريباً، في مكة 13 سنة وفي المدينة المنورة 10 سنين.
تثبيت حفظ القرآن الكريميتسابق المسلمون إلى حفظ القرآن الكريم وتطبيق أحكامه وتجويده تقرّباً إلى الله تعالى والمضي على عهد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى عهد الصحابة رضوان الله عليهم، وحتى تتمكن من نيل شرف حفظ القرآن الكريم يجب أن تتبّع خطوات وطرق معينة لا بد منها حتى تكون بذلك قد نلت الشرف، خطوات ما قبل البدء بحفظ القرآن الكريم :
إن لقراءة القرآن الكريم وحفظه أهمية وفضل كبيرين في حياة الإنسان، إذا كانت الكتب التي يخطها القلم البشري لها تأثير على حياتك بشكل إيجابي فما بالك بقراءة كتاب تنزيل العزيز الحكيم؟، ويبقى تاثير الكتب المنسابة من الفكر البشري ذات تأثير محدود على حياة الإنسان،ولن تتمكن التطرّق إلى جميع ما يهم الإنسان، بينما القرآن الكريم هو كتاب يحتاجه الإنسان في حياته الدنيوية والأخرة، فهو الهادي إلى الطريق الحق.
مهما قرأت القرآن الكريم، في كل مرة ستشعر بأن هذه المرة الأولى التي تقرأه بها، ولا ينتابك الملل، بالإضافة إلى أنه من أراد الغوص في اللغة العربية القويمة السليمة ماعليه سوى قراءة القرآن الكريم والتدبر في تراكيب ومعاني مفرداته، لذلك ترى بأن حفظة القرآن الكريم من أكثر الناس فصاحة باللسان ولسانهم أطلق ممن هم دونهم من قراءة القرآن الكريم وحفظه.
المقالات المتعلقة بكيف تثبت ما حفظت من القران